الذي نراه أن هناك معوقات كثيرة أمامك حتى تقدم على الزواج من تلك الفتاة ، وأول تلك المعوقات : عدم اقتناعك بصلاحيتها زوجةً لك ! وهذا واضح من تعابير ألفاظك وليس شيئاً نستنتجه بصعوبة ، فهي – عندك – ليست متدينة بالقدر الكافي ، وليس بذات جمال يلفت انتباهك إليها – وإن كنتَ تقول إنك لم تدقق النظر فيها - ، وثاني المعوقات : رفض والدتك للزواج من خارج بيئتكم الأصلية ، وثالثها : أنك لن تتزوج الآن بل قد يطول بك الأمر ، ولو حصل الزواج فيما بعد ، فقد يصعب عليك الرجوع بها إلى بلدك ، إما رفضاً من أهلك أو رفضاً منها هي نفسها .
والذي يبدو لنا أنك مررت بلحظة عاطفية مشوبة بشفقة على تلك الفتاة ، فخطر لك أنك قد تكون الزوج الذي يحفظ لها دينها ويعيدها إلى سالف عهدها ، ولذا لم تكن جازماً برغبتك في الزواج منها ، وقد ذكرت من المعوقات ما يجعل المشورة بالانصراف عن ذلك الزواج أقرب ، وربما كنت تريد أن تسمع ذلك منا ، في حقيقة الأمر !!
والواقع أن هذا هو ما نميل إليه فعلا ـ الآن على الأقل ـ في ضوء ما شرحت لنا من ملابسات ، لا سيما والتجارب المتكاثرة تشجع على اعتبار أمر وحدة البيئة والثقافة في اختيار الزوجين ؛ فكلما كان الزوجان من بيئة ثقافية واحدة ، أو متقاربة على أقل تقدير ، كان ذلك أدعى إلى نجاح الزواج واستمراره .
لكن إذا كنت تلمس منها صدقا في الاستقامة على أمر دينها ، وإقبالا على الطاعة ، ورغبة فيها ، وأمكنك إقناع والدتك بقبولها ، وغلب على ظنك أن بإمكانكما تجاوز الفروق الثقافية والبيئية بينكما : فلا مانع من التفكير الجدي في الزواج بها .
وانظر جواب السؤال رقم (102799 ) .
ومع كل ما ذكرناه لك فلا يفوتنا أن ننبهك إلى حرمة البقاء على علاقة بتلك الفتاة ؛ لأنها أجنبية عنك ، فلا يحل لك محادثتها ولا مراسلتها ولا مقابلتها ، فإن تمَّ عقد الزواج الشرعي بينكما بشروطه وأركانه حلَّ لك ذلك كله .
وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر جوابي السؤالين ( 78375 ) و ( 34841 ) .
والله أعلم