0 / 0
20,10511/06/2012

قال تحت تأثير الحبوب: إن رجعت إلى الحبوب فأنت طالق

السؤال: 176424

أنا مدمن حبوب كبتاجون منذ حوالي أربعة عشر عاما ، ووصلت لمرحلة الضيق ، وأريد أن أقلع عنها ، ولكن في كل مرة أحاول ، ثم أرجع إليها ثانية ، وأنا متزوج منذ خمسة أعوام ، ولدي طفلان ، وزوجتي تحبني وتصبر علي وتعلم بأمري ، ونصحتني بالإقلاع ، ولكن لم أستطع ، وفي يوم من الأيام أردت أن أضع حدا لحياتي معها ، بهدف إصلاح وضعي من جهة ، وطمأنتها من جهة أخرى ، وقلت لها وأنا سهران من يومين وتحت تأثير الحبوب المخدرة : لن أرجع إليها ثانية ، وإذا رجعت فأنت طالق ، بحجة إقناع نفسي وإقناعها بعدم الرجوع للمخدرات ثانية ، وللأسف رجعت ، وتعاطيتها ، فهل تعتبر طالقا شرعا ، أم ماذا ؟
علما أنه مضى على هذا الموضوع قرابة أربعة أشهر ولم أسأل أحدا من قبل، ولست مرتاحا لهذا الأمر .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يحرم تعاطي هذه الحبوب ، ويجب الإقلاع عنها ، والتوبة منها ، ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وحذرا من عقابه ؛ فإن غلب على ظنك عجزك بنفسك عن الإقلاع عنها ، وجب عليك أن تستعين بأخصائي في علاج الإدمان ، أو أن تذهب إلى إحدى المصحات التي تعينك على ذلك .
ثانيا :
تلفظك بالطلاق تحت تأثير الحبوب المخدرة فيه تفصيل :
1- إن كانت هذه الحبوب تذهب عقلك وإدراكك ، فلا تعي ولا تدرك ما تقول ، فطلقت وأنت على هذه الحال ، لم يقع طلاقك ؛ لأن طلاق السكران ومن في حكمه لا يقع على الراجح ، وينظر : سؤال رقم (98775) .
2- وإن كنت مع شربها تدرك وتعي ما تقول ، فقولك : إن رجعت إلى هذه الحبوب فأنت طالق ، من الطلاق المعلق على شرط ، والراجح فيه أنه يرجع إلى نية الزوج ، فإن نوى منع نفسه ، ولم يُرِد الطلاق ، فهذا له حكم اليمين ، فإن عاد وشرب الحبوب لزمته كفارة يمين ، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام .
وإن نوى الطلاق ، ثم شرب ، وقعت عليه طلقة واحدة ، فإن كانت الطلقة الأولى أو الثانية ، فهي طلقة رجعية ، فله أن يراجع زوجته ما دامت في العدة ، فإن انقضت العدة ، لم ترجع إليه إلا بعقد جديد مستوف للشروط ، من الولي ، والشاهدين ، ورضا الزوجة ، والعدة : ثلاث حيضات لمن تحيض ، وثلاثة أشهر للتي لا تحيض ، وعدة الحامل وضع الحمل .
وينظر : سؤال رقم (171771) .
والنصيحة لك أن تتقي الله تعالى ، وأن تحذر عقابه ، وأن تبادر للتوبة ، وأن تحمد الله أن أمهلك هذه المدة ، ولم يعاجلك بالعقوبة .
واعلم أن من تاب تاب الله عليه ، وبدل سيئاته حسنات ، فأقبل على الله الكريم الرحيم ، واستعن على توبتك بالدعاء ، والرفقة الصالحة ، وملازمة المسجد ، والبعد عن رفقاء السوء ، والانتقال من الحي والمدينة إن أمكنك ذلك .
نسأل الله أن يتوب عليك ، وأن يردك إليه ردا جميلا .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android