0 / 0

يخشى من الزواج بسبب ما يسمعه من مصاعب التربية

السؤال: 176030

مشكلتي في الزواج الآن قارب عمري التاسعة والعشري ولم أتزوج ، مع أني موظف ، وعندي القدرة على الزواج ، لكن يا شيخ عندما أسمع عن مشاكل الزواج ، وعن تربية الأبناء بأنها صعبة ، وعندما أسمع أو أقرأ قصصا تتكلم عن عقوق الوالدين من الأبناء وكثرة مشاكلهم أتراجع عن الزواج ، علما بأني إن شاء الله أكون من البارين لوالديهم ، وعرفت هذا من دعاء والديَّ لي ، وقول والدي لي بأني راض عنك والحمد الله ، بأنه رزقني بابن مثلك ، ووالداي يريدان أن أتزوج لكن عندما أتقدم للزواج أشعر بخوف شديد جدا ، وحالي بدون زواج أشعر بأني مرتاح ، لكن أفكر في والدي يريدان أن يفرحا بي . الدنيا هذه لا أرغب منها إلا فقط كيف أصلي الصلاة في أوقاتها أولاً ، وثانيا : كيف أكون من أشد البارين بوالديهم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من المزالق التي يوقع الشيطان بعض الناس فيها أن يجعله يترك الحق خشية الوقوع في الباطل ، ويزهد في الفضيلة درءًا للرذيلة ، ويتباعد عن الخير لئلا يقع في الشر ، وذلك نوع من الوسواس ويريد به الشيطان أن يثبط الإنسان عن الترقي في مدارج السالكين ، بدعوى كثرة الهالكين . والله عز وجل قد أمرنا بالتوكل عليه ، والتقدم في العمل والاجتهاد فيه ، وهو سبحانه وتعالى يتقبل منا ويتجاوز عن تقصيرنا .

فالنصيحة لك أن لا تلتفت إلى النماذج الفاشلة في تربية الأبناء كي لا تتسلط عليك صورتها فتعجز عن الانفكاك عنها بعد ذلك ، ولكن أقبل على حياتك بنفس مطمئنة متفائلة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التفاؤل ، ويحب الاستبشار بحصول الخير في هذه الدنيا ، وهديه عليه الصلاة والسلام أكمل الهدي وأحسنه ، تزوج النساء ، وأنجب الأولاد ، وواجه عناء الزوجية وتربية الأولاد ، فذلك خير للإنسان وأكثر ثوابا من كونه يمتنع من الزواج ، فلا تخالف هديه عليه الصلاة والسلام .
ولتحرص على الاجتهاد في التربية الصالحة ، وتعلم أساليب التربية والاستكثار من القراءة فيها كي تكون على بصيرة من أمرك ، فإذا نجحت في إنشاء الأسرة الصالحة والأجيال المتعلمة المتأدبة بأخلاق النبوة فقد فزت الفوز العظيم ، ونلت الصدقة الجارية التي تتنعم بها بعد موتك ، فعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل ، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرةٍ ، فأعطيتها إياها ، فقسمتها بين ابنتيها ، ولم تأكل منها ، ثم قامت ، فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، فأخبرته ، فقال : ( مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري (1418) ، ومسلم (2629) .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ ، وَأَطْعَمَهُنَّ ، وَسَقَاهُنَّ ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه ابن ماجه (3669) ، وصححه الألباني في ” صحيح ابن ماجه ” .

قال العراقي رحمه الله : ” المراد بالإحسان إليهن صيانتهن ، والقيام بما يصلحهن من نفقة وكسوة وغيرها ، والنظر في أصلح الأحوال لهن ، وتعليمهن ما يجب تعليمه ، وتأديبهن وزجرهن عما لا يليق بهن ، فكل ذلك من الإحسان ، وإن كان بنهر أو ضرب عند الاحتياج لذلك ، وينبغي للإنسان أن يخلص نيته في ذلك ، ويقصد به وجه الله تعالى ، فالأعمال بالنيات ، ومن تمام الإحسان أن لا يظهر بهن ضجرا ولا قلقا ولا كراهة ولا استثقالا ، فإن ذلك يكدر الإحسان .
قوله : ( كن له سترا من النار ) أي : كن سببا في أن يباعده الله من النار ، ويجيره من دخولها ، ولا شك في أن من لم يدخل النار دخل الجنة ، فلا منزل سواهما ، ويدل لذلك الرواية التي سقناها من عند مسلم أن الله قد أوجب لها بها الجنة .
وإنما خص البنات بذلك لضعف قوتهن ، وقلة حيلتهن ، وعدم استقلالهن ، واحتياجهن إلى التحصين وزيادة كلفتهن ، والاستثقال بهن ، وكراهتهن من كثير من الناس ، بخلاف الصبيان ، فإنهم يخالفونهن في جميع ذلك .
ويحتمل أن هذا خرج على واقعة مخصوصة ، فلا يكون له مفهوم ، ويكون الصبيان كذلك ” انتهى من ” طرح التثريب ” (7/67) .

ولمزيد الفائدة ينظر إلى جواب السؤال رقم : (82968) ، وجواب السؤال رقم : (146150) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android