0 / 0
9,14127/03/2012

هل يخطبها وليست على درجة كافية من الالتزام ولكنها مؤدبة ومطيعة ؟

السؤال: 175186

أحد زملائي فى العمل عرض علىَ أخته للزواج ، وهو يعلم المواصفات التي أرغب بها ، من حيث الالتزام والأخلاق ، ولكنّه قال لي إنها ليست على درجة عالية من الالتزام ، ولكنّها تتمتع بقدر كبير من الطاعة والأدب وتريد أن تلتزم ، فذهبت لرؤيتها ومن خلال الحوار وجدت أن عندها رغبة فى الالتزام وحب للدين ، كما أنّها لاقت قبولاً فى نفسي ، ولكنّها كانت مخطوبة قبل ذلك , فهل لي أن أسألها عن تفاصيل الخطبة السابقة ، وهل لي أن أسألها عن تفاصيل حياتها قبل التخرج من الجامعة وإن كان لها اختلاط بالشباب ؟ وهل تنازلي عن درجة الالتزام التي كنت أريدها فى مقابل هدوء الشخصية والأدب يعد مخالفاً لقول الرسول ” فاظفر بذات الدين ” ، مع العلم برغبتنا المشتركة فى بناء الأسرة على أسس الدين وعلى ما يرضى الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا حاجة بك إلى سؤال هذه الفتاة عن تفاصيل خطبتها السابقة ، ولا عن تفاصيل حياتها قبل التخرج من الجامعة ، بل ليس ذلك من حقك أصلا ؛ فإن هذا حق الله فيما بينها وبينه ، ولم يكن لك عليها حق في هذا الوقت ، حتى تسألها عنه ، أو تطالبها به ؛ بل ليس لك إلا ما ظهر منها الآن ؛ فإن كان ظاهرها الخير والصلاح ، فأمض أمرك معها ، وإياك أن تسألها يوما ما ، أو تفتش وراءها عما كان ، وإن لم يكن ظاهرها مرضيا ، فاصرف نفسك عنها ، دون أن تسألها أيضا ، أو تفتش وراءها .
وما منا من أحد إلا وله في ماضيه ، بل وفي حاضره أيضا ، ما يرجو أن يغفره الله له ويستره عليه في الدنيا والآخرة .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( إِنَّ اللَّهَ حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ ) رواه أبو داود (5192) ، وحسن الألباني إسناده موقوفا ” صحيح وضعيف سنن أبي داود ” .

بل إن الواجب عليك عكس ذلك تماما ، الواجب عليك إذا ما اطلعت على عورة أن تسترها بجهدك ، لا أن تبحث فيما يظهر لك منه السلامة ، حتى تقف على عورة له .
وروى مسلم (2590) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

ثانيا :
إذا كانت هذه الفتاة قد أعجبتك صورتها ، ولمست فيها الطاعة وحسن الأدب ، ورغبتها في الالتزام ، ورغبت في الزواج بها ، فلا بأس من التقدم لخطبتها ، ولا يخالف ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) فإن من كانت على جانب من الأدب والخلق الحسن ، ولديها الرغبة الصادقة في الالتزام بأحكام الدين وأخلاقه ، هي ذات خلق ودين ، وذوات الخلق والدين يتفاوتن ، ولم يحد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك حدا معينا ، وإنما جاء قوله ( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) بعد قوله ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ) والحديث في البخاري ( 5090 ) ومسلم ( 1466 ) تحريضا للخاطب أن يلتفت إلى ذات الدين دون غيرها .
فإذ كانت الفتاة على ما وصفت ، فنرجو أن يكون اقترانك بها خيرا لكما ، وأن يوفقكما الله في ذلك .
وبإمكانك أن تستعين بأخيها ، وعلاقتك به ، لإتمام ما نقص عندها من العلم ، أو العمل ، في أثناء فترة الخطبة .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android