أولاً:
لا شك أن أهلك مخطئون بإصرارهم على تعليمك في بيئة مختلطة مع الرجال ، ومنها جعلك تسافرين وحدك من غير محرَم ، وقد ائتمن الله تعالى الرجلَ على أهل بيته فهو راع وهو مسئول عن رعيته يوم القيامة ، فماذا سينفع الآباء يوم القيامة عذر تحصيل شهادات دنيوية لأولادهم مع وقوعهم في تفريط في حفظ الأمانة التي ائتمنهم ربهم عز وجل عليها ؟! .
ثانياً:
قد فرحنا بإصرار أختنا السائلة على أهلها بضرورة ترك الدراسة في تلك البيئة الجامعية المختلطة ومحاولاتها ذلك رغم إصرار أهلها على خلاف ذلك ، كما فرحنا بأن أختنا تتجنب مواقع الفتن ومواضعها وأحوالها ، ومن ذلك الحديث مع الرجال الأجانب ضمن ما يسمى " علاقة الزمالة " وغيرها ، وهي بذلك تكون – إن شاء الله – قد سدَّت باباً عظيماً من أبواب فتن تلك البيئات .
ثالثاً:
وأما بخصوص مساعدة رجل أجنبي لها في حمل أغراضها : فهذا لا بأس به إن شاء الله ، على أن تحترس الفتاة جيدا من دعاة الفتنة الذين قد يستغلون مثل تلك المواقف للتعارف ، وتكوين العلاقات .
وانظري جواب السؤال رقم ( 84174 ) .
وإذا أمكنك أن تقنعي أسرتك بأن يرافقك في سفرك أحد محارمك ، والدك ، أو أخوك ، أو غيرهما من محارمك : فهذا يعفيك من أمرين : أمر الأحمال التي لا تقدرين عليها ، وتضطرين للاستعانة برجل أجنبي لحملها .
والأمر الآخر ، وهو الأهم من ذلك : تجنب السفر من غير محرم .
وفي أجوبة الأسئلة : ( 316 ) و (9370 ) و (4523 ) تجدين حكم سفر المرأة من غير محرم ، فلتراجع .
وفي جواب السؤال ( 22369 ) ذكرنا شروط المحرم ، فلينظر .
فإن لم يمكنك ذلك : فاتقي الله ما استطعت ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
ونسأل الله أن يوفقها لما يحب ويرضى .
والله أعلم