0 / 0

حكم التكبير عند رؤية الشيء المستحسن

السؤال: 160448

لدينا عادة في الغرب لدى المسلمين ، وهي قول ” الله أكبر ” عندما يصنع شخص ما شيئا مستحسَنًا ، ويصيح آخر قائلا : ” تكبير “، فيقول الجمهور جميعا : ” الله أكبر “.
فهل هذا صحيح ، وهل يعد سلوكا إسلاميا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ثبت في السنة النبوية ما يدل على مشروعية التكبير عند استحسان شيء أو التعجب منه ، وذلك في أحاديث عدة ، منها :
الحديث الأول : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا . فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا . فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا )
رواه البخاري (3348)
قال الإمام النووي رحمه الله :
” أما تكبيرهم فلسرورهم بهذه البشارة العظيمة …وفيه حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه ” انتهى باختصار من” شرح مسلم ” (3/95)
وقال العيني رحمه الله :
” ( فكبَّرنا ) أي : فعظَّمنا ذلك ، أو قلنا : الله أكبر . سرورا بهذه البشارة ” انتهى من ” عمدة القاري ” (19/68)
الحديث الثاني : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
( قُلْتُ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم : طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ قَالَ : لاَ . قُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ) رواه البخاري (6218)
وقد بوب عليه الإمام البخاري رحمه الله بقوله : ” باب التكبير والتسبيح عند التعجب “
قال ابن بطال رحمه الله :
” التكبير والتسبيح معناهما تعظيم الله وتنزيهه من السوء ، واستعماله عند التعجب واستعظام الأمور حسن ، وفيه تمرين اللسان على ذكر الله ، وذلك من أفضل الأعمال ” انتهى من ” شرح البخاري ” (9/364)
وعلق الحافظ ابن حجر رحمه الله على كلام ابن بطال بقوله :
” وهذا توجيه جيد ، كأن البخاري رمز إلى الرد على من منع من ذلك ” انتهى من ” فتح الباري ” (10/598)
الحديث الثالث : عن أنس بن مالك رضي الله عنه
( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا خَيْبَرَ … فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ )
رواه البخاري (371) ومسلم (1365)
وتكبيره عليه الصلاة والسلام وقع استبشارا وتفاؤلا بفتح خيبر وتخليص المسلمين من أذى اليهود فيها .
فهذه الأحاديث – وغيرها – تدل على مشروعية التكبير عند رؤية الشيء المستحسن ، أو عند التعجب من أمر ما ، وأنه لا حرج على من يفعل ذلك ، سواء كان على وجه الانفراد أم في جماعة من الناس .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android