أُمر المصلي المسبوق أن يدخل مع جماعة المسجد مؤتمّاً بإمامها على الحال الذي يكون عليه الإمام قائماً أو راكعاً أو ساجداً أو جالساً ، ثم يقضي بعد سلام إمامه ما فاته لا يسعه غير ذلك.
وقد سبق بيان هذه المسألة بأدلتها وأقوال العلماء في جواب السؤال رقم (46811 ) فليُنظر .
وكما أن المسبوق إذا أدرك الإمام ساجداً فإنه يقول في سجوده أذكار السجود ، وإذا أدركه راكعاً قال فيه ما يقوله في ركوعه : فهكذا الأمر لو أدرك الإمام في تشهده فإنه يقرأ التشهد خلف الإمام ، كما لو كان قد أدرك معه الصلاة من أولها ، ثم إنه يكمل ما فاته بعد أن يسلم الإمام ، ولا يسلم معه ، ثم يقرأ التشهد مرة ثانية ، ثم يسلم من صلاته .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
إذا دخلتُ المسجد ووجدت جماعة المصلين جالسين في التشهد الأخير ، فهل أجلس معهم وأقرأ التشهد الأخير وبعد تسليم الإمام أكمل الصلاة ، أو انتظر حتى يسلم ثم أصلي لوحدي ؟ ما هو الأفضل ؟ .
فأجابوا :
"مَن دخل والإمام في التشهد الأخير : فإنه يدخل معه فيما بقي لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام ) رواه الترمذي ، ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته ( إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) ، فإذا دخل مع الإمام وهو في تشهد فإنه يقرأ التشهد ، فإذا سلم الإمام قام وقضى صلاته" .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .
انتهى من" فتاوى اللجنة الدائمة " المجموعة الثانية ( 6 / 224 ، 225 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
شخص لحق الإمام في التشهد الأخير فهل يكتفي بقراءة التشهد أم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو كذلك مع الدليل ؟ .
فأجاب :
"إذا أدرك الإمام في التشهد : فإنه يدخل معه ويقرأ التشهد ويستمر حتى ينهيه ؛ لأنه إنما جلس في هذا الموطن متابعة لإمامه فليكن تابعاً لإمامه في الجلوس وفي الذكر المشروع في هذا الجلوس ، هذا هو المشروع له ، ولو اقتصر على التشهد الأول فأرجو ألا يكون به بأس ، لكن الأفضل أن يتابع حتى يكمل ، وهذا داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فما أدركتم فصلّوا ) ، وفيما روي عنه ( إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام )" .
انتهى من" فتاوى إسلامية " ( 1 / 300 ) .
والله أعلم