أولا :
إذا كانت هذه المسابقة جائزة ، تعود بمنفعة دينية أو دنيوية ، ولم تكن من الميسر المحرم فلا بأس بالاشتراك فيها .
وانظر جواب السؤال رقم : (14220) ، (125512) .
ثانيا : إذا تبين أن المدير يرشي أعضاء اللجنة القائمة على هذه المسابقة ، أو كان بينه وبينهم علاقات منفعة متبادلة ، ولذلك فهم يراعونه في الجائزة كل عام : فهذا عمل محرم لا يجوز ، لما يشتمله من الرشوة وأكل المال بالباطل وأخذ حق الغير .
وحصولكم على الجائزة كل عام ، مع كون المدير سيء السمعة ، والكلام الذي يثار بشأن علاقته بأعضاء اللجنة القائمة على المسابقة كل هذا ، يعتبر من القرائن التي تقوي الشبهة ، فإذا غلب على ظنك أنكم لا تستحقون الجائزة ، وأن غيركم أحق بها ، ولكن تم اختياركم من قبل اللجنة بسبب علاقتها مع المدير فهذه المكافأة تكون مالاً حراماً لا تستحقونه ، ونظراً لأن هذا المال لن يعود إلى مستحقيه ، فلا حرج من أخذه والتخلص منه بإنفاقه في أوجه البر المختلفة .
مع أهمية نصح المدير بتحري العدل والإنصاف وعدم أخذ حقوق الآخرين .
أما إذا كان الآمر لا يرتقي إلى غلبة الظن وإنما هو مجرد شكوك وأوهام فهذه الجائزة حلال لكم ولا تحرم بمجرد الشك .
وقد سئل الشيخ الفوزان حفظه الله :
لقد اكتسبت من عمل أشك فيه أنه من مال ربا وأنا مستعد لأتنازل عنه رضاء لله ورسوله . فما حكم ذلك المال هل هو حرام أم ماذا أصنع فيه ؟
فأجاب :
" لا يكون المال حرامًا إلا إذا تأكدت أن مصدره حرام ، وما دمت لم تتأكد فالأصل الحل . لكن إن تركته من باب الاحتياط والورع فهذا حسن ، وطريق التخلص منه أن تتصدق به أو تضعه في مشروع خيري " انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (68 /8) .
والله أعلم .