iconContribute
iconContribute
  • قائمة جديدة
المزيد
    • قائمة جديدة
0 / 0
24,15107/محرم/1431 الموافق 24/ديسمبر/2009

معنى "الأمجاد السماوية" فى النعي عند النصارى، وحكم من نعاهم بذلك من المسلمين

السؤال: 140748

ما معنى " الأمجاد السماوية " في النعي عند النصارى ؟ وما حكم الدِّين فيمن نعى النصارى بهذه الكلمات ، سواء بكلمة باللسان ، أو بورقة تُعلَّق لمعرفة المتوفى في العمل ، أو غير ذلك ؟.
برجاء الإجابة عن سؤالي لأن الموضوع في غاية الخطورة بالنسبة لي .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً:

تقول طائفة كبيرة من النصارى في نعيهم لميتهم إنه انتقل إلى " الأمجاد السماوية " ويعنون به : الانتقال عند يسوع المسيح في السماء ، وتعني العبارة : أن ميتهم شملته الرحمة ، وهو في الجنة ! وهم يقولون : " المسيح رب المجد " – كما في ( رسالة يعقوب 2 : 1 ) ، و " رجاء المجد " – كما في ( كولوسى 1 : 27 ) - ، ويعتقدون أن من يؤمن يتمجد ، أي : يصل إلى المجد ، وهو العلياء أو العلو .

ثانياً:

لا يجوز أن ينعى المسلم أحدا من النصارى بذلك ؛ لأن معنى هذا النعي أنه يشهد لهم بالرحمة ، أو ـ على أقل الأحوال ـ يتفاءل لهم بها ؛ وقد أجمع علماء الإسلام أنه من لم يكفِّر النصارى ، أو شكَّ في كفرهم : فهو كافر ، فكيف يحكم لهم بالرحمة والجنة ، أو يتفاءل لهم بها وهو مأمور باعتقاد كفرهم وخلودهم في جهنم ؟!

قال القاضي عياض - رحمه الله - :

ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقف فيهم ، أو شك ، أو صحح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه : فهو كافر بإظهار ما أظهره من خلاف ذلك .

" الشفا في أحوال المصطفى " ( 2 / 610 ) .

وانظر تفصيل القول في المسألة في جوابي السؤالين : ( 125952 ) و ( 6688 ) .

وفي شرعنا المطهَّر : يحرم الترحم على من مات كافراً من اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر .

قال تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) التوبة/ 113 .

وقال النووي – رحمه الله - :

وأما الصلاة على الكافر ، والدعاء له بالمغفرة : فحرام بنص القرآن والإجماع .

" المجموع " ( 5 / 144 ) .

هذا حكم الدعاء للكفار بالرحمة : فكيف يكون حكم الشهادة لهم بالجنة ، والقطع بحصول الرحمة ؟! لا شك أنه أعظم حرمة ، بل إنه قد يصل بقائله إلى الكفر المخرج عن الملة ، إن كان يعلم معنى ذلك ، وما يلزم منه .

والجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ) رواه البخاري ( 2897 ) ومسلم ( 111 ) .

وروح الكافر بعد موته في أسفل سافلين ، لا في العلو ، ولا في السماء ، بل قد أخبر الله تعالى بإغلاق أبواب السموات أمام أرواحهم ، وباستحالة دخولها الجنة ، وقد روى البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ... .

رواه أحمد في " مسنده " ( 30 / 501 ) وصححه المحققون ، وصححه الألباني في " أحكام الجنائز " ( ص 156 ) .

وانظر حديث البراء بن عازب بطوله في جوابي السؤالين : ( 4395 ) و ( 8829 ) .

وبما سبق : يتبين حرمة قول تلك العبارة أو كتابتها عند موت نصراني ، أو غيره من الكفار.

والله أعلم

المراجع

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

خيارات تنسيق النص

خط النص

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
إرسال الملاحظات
GlobalGreenIconتغيير اللغة

downloadتصفح بدون إنترنت

    اللغات المتاحة للتحميل

      هل أنت متأكد من حذف ملفات اللغة ؟

      وصل

      حرصًا منا على الالتزام بقوانين حماية المعلومات الشخصية، وضمن عملية تطوير موقع الإسلام سؤال وجواب نقدم لكم أداة “وصل” لإدارة بياناتكم ومشاركتها بأمان.

      لقد تم تسجيل دخولك بنجاح. نحن الآن نقوم بنقل العناصر المفضلة لديك بأمان إلى حسابك. يرجى الانتظار حتى نكمل هذه العملية. شكرًا لصبرك.

      answer
      تم إيجاد بيانات سابقة
      تم إيجاد بيانات سابقة لكم على موقع الإسلام سؤال وجواب هل ترغبون باستيرادها؟

      قائمة جديدة