ما يسمونه حب قبل الزواج هو حلال أم حرام وإذا كان حباً طاهراً ليس فيه نوع من المقابلات أو أي شي من هذا النوع فقط مراسلة عن طريق الإيميل وكتابي ، لا صوت ولا غيره ، بس في أشياء جذبتني أني أحبه وقعت في حبه أنا عارفة بتقولي علاقتك حرام ولازم تقطعينها ، بس أنا بقولك جربت كثيراً بس ما قدرت لأنه حب صادق ما فيه كذب ولا نفاق ، هو نيته زواج ، ويمكن تقولي يلعب عليك ، بس أنا أقولك تقدر تعرف إذا شخص يلعب ولا صادق معك في مشاعره ، أنا أريدك تعطيني حلاً وإذا بتقولي اقطعي علاقتك من الحين أقولك : ما أقدر ، يا ليت تقولي شيء ثاني غير اقطعي علاقتك .
الحب والمراسلة قبل الزواج ودعوى عدم القدرة على قطع العلاقة
السؤال: 131006
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الحب قبل الزواج منه ما هو مباح لا يد للإنسان فيه ، ومنه ما هو محرم ، لأنه يقوم على علاقة محرمة ، يفعلها الإنسان باختياره ، فالأول كأن تسمع المرأة برجل صالح أو يكون لها جار أو قريب ، فيقع في قلبها حبه ، وتود لو تتزوج منه ، ولا تزيد على ذلك مراسلة أو اتصالا ، فهذا حب يعذر فيه صاحبه ؛ لأنه لا يد له فيه ، ولم يقرنه بشيء محرم .
قال ابن القيم رحمه الله : “إذا حصل العشق بسبب غير محظور : لم يُلَم عليه صاحبه ، كمن كان يعشق امرأته أو جاريته ثم فارقها وبقي عشقها غير مفارق له : فهذا لا يلام على ذلك ، وكذلك إذا نظر نظرة فجاءة ثم صرف بصره وقد تمكن العشق من قلبه بغير اختياره ، على أن عليه مدافعته وصرفه ” انتهى من ” روضة المحبين ” ص 147
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها ، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه ، لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء ، وهو قطع الأعناق والظهور ، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ، ويقول إنه يرغب في زواجها ، بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها ، أو تخبر هي وليها أنها تريد الزواج منه ، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما ، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل : فهذا محل فتنة ” انتهى من “لقاءات الباب المفتوح” ( 26 / السؤال رقم13) .
وأما النوع المحرم فهو ما جلبه الإنسان على نفسه بطريقة محرمة ، كتعمد النظر ، أو كان لا يد له فيه لكن قارنه بعد ذلك عمل محرم ، كالمراسلة التي لن تسلم من كلمات الإعجاب والحب والخضوع بالقول ، وهذه المراسلة من أعظم أبواب الفساد التي فتحت على الناس في هذه الأزمان ، وقد سبق بيان تحريمها في أجوبة كثيرة ، منها جواب السؤال رقم (34841) ، ورقم (45668) .
وأما دعوى عدم مقدرتك على قطع هذه العلاقة ، فهذا ما يقوله كل مدمن على المعصية ، يصور له الشيطان عجزه عن ترك معصيته ، ولا شك أنه سيشعر بكثير من الألم في مبدأ الأمر ، لكن إن أقبل على ربه ، وسأله وتضرع إليه ، واستحضر شدة عذابه وعقابه ، أمكنه أن يفلت من أسر المعصية ، وأن يتحرر من ربقة الذنب ، وما أكثر من كان مدمنا على الخمر ثم تاب ، ومن كان مقيما على الزنا ثم أقلع ، فالأمر يحتاج إلى صدق التوبة ، وقوة العزيمة ، وزيادة الإيمان .
وأما الحديث عن رغبته وصدقه في الزواج منك ، وأن الإنسان يميز بين الحب الصادق وغيره ، فأنت تخلطين بين أمرين ، فقد يكون الرجل صادقا في محبته لك ، بل عاشقا متيما ، لكنه لا يفكر لحظة في الزواج منك ، وهذا هو الغالب على هذه العلاقات المحرمة ، فإن الرجل يعشق المرأة من خلال كلامها ومراسلتها واهتمامها به ، كما قد يحصل لها مثل ذلك أيضا ، لكن الزواج منها مسألة أخرى ، فقد لا يكون مؤهلا للزواج أصلا ، وقد تكون ظروفه المعيشية لا تساعده على الزواج من هذه المرأة بعينها ، وقد يراها ساقطة منحرفة لا تؤمن على بيت وعرض ، فإن المرأة التي تخون أهلها وتجرؤ على مراسلة أجنبي عنها ، يمكن أن تخون زوجها ، لأنها عرفت طريق العلاقات ، وتبادل الرسائل والكلمات .
ونحن نقول لك أختنا الكريمة : سواء رغب هذا الإنسان في الزواج منك أو لم يرغب ، فإن هذا لا يبيح لك أن تقعي فيما حرم الله من مراسلته ، ونقول أيضا : إن إصرار هذا الشاب على مراسلتك دليل على فسقه وفجوره وانحرافه ، وإلا .. فهل يرضى هذه المراسلة لأخته؟ وما يؤمنّك أن يكون هذا الشاب زوجا صادقا معك – إن تزوجك – فقد تكون له علاقات مع غيرك ، فهذا شأن المنحرفين الذين جربوا هذا الطريق .
فأفيقي من الوهم ، واحذري غضب الجبار سبحانه ، واحمدي الله على نعمة الستر ، واعلمي أن الموت يأتي بغتة ، وأن عذاب الآخرة لا يقارن بشيء من عذاب الدنيا .
أقبلي على صلاتك وذكرك ، وأكثري من سؤال ربك ، وتضرعي إليه أن يصرف عنك هذا البلاء ، وأن يطهر قلبك من الأمراض والأدواء ، فإنه ما خاب من أمّله ، ولا ضاع عبدٌ سأله.
واعلمي أن هذا الطريق قد سلكه كثيرات قبلك ، وكن يثقن بأنفسهن جداً ، ويثقن بمن يمنيهن بالزواج جدا جداً ، ومع ذلك .. فقد انهارت تلك الثقة ، وانكشف المستور في لحظة حضرها الشيطان ، ثم تخلى عنها ذلك الفاجر بعدما أخذ ما يريد .
فإياك أن تكوني كالذبيحة تساق إلى موتها وهي لا تشعر .
وإننا لنخاف عليك أن تخسري أعز ما تملكين ، وحينها لن ينفعك الندم ، ولن يرد ذلك ما فات، وللأهمية راجعي جواب السؤال رقم (84102) ، ورقم (84089) .
نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك ، وأن يصرف عنك الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة