0 / 0
13,50210/06/2017

علاج اضطراب القلق الناشيء عن الأفكار السلبية الملحة وما يترتب عليها من قلق اجتماعي

السؤال: 257572

أنا فتاة عمري 26 ، لدي مشكلة أنني ألوم نفسي كثيرا ، ولا أستطيع ممارسة حياتي بصورة طبيعية ؛ لما أعانيه من كثرة التفكير في أي تصرف أو عمل أقوم به ، أخاف أن أحاسب عليه ولو كان عاديا ، حتى أصبحت أتجنب الجلسات الإجتماعية خوفا من الذنوب ، أو أن أجرح أحدا ، أو أسيء لأحد ، أو الوقوع في الغيبة والنميمة ، وكثيرا من الأحيان أبقى صامتة ، وفي أمور أخرى لو كان لأحد حق لدي أزيد له ؛ خوفا من أن أكون قللت من حقه شيئا بدون قصد ، وألوم نفسي بعد كل لقاء مع الآخرين خوفا من أن أكون آذيت أحدا بكلامي ، أو تصرفاتي ، أو حتى لو جرحت مشاعر طفل ، أو صرخت عليه ، أخاف أن يشعر أحد بالحزن بسببي ،وأظل في تفكير مستمر ومتعب حتى أنني لا أستطيع النوم في الليل ، وزادت حالتي بعد وفاة زوجي ـ رحمه الله ـ وحصلت مشاكل مع أهل زوجي على الميراث ، وحاولت التفاهم معهم ؛ لأخذ حقوقي بشكل ودي ، ولكن حصلت مشاكل ، ومحاكم ، وأخذت كل حقوقي بدون رضاهم ،لاولكني أصبحت بحالة نفسية سيئة جدا ، ودائما أقول لنفسي : لو أنني سامحتهم بكل شيء ، أو سامحتهم بهذا أو هذا ، ليتني لم أضايقهم ، ودائما أشعر بأنني أخذت شيئا ليس لي ، مع إنني لم آخذ إلا حقي ، ولكن اللوم ملازمني دائما ، ودائما أحاسب نفسي ، وأخاف أن القى الله بأي ذنب ، وأي ذنب أقوم به يلازم تفكيري حتى لو مر عليه سنوات ، وهذا امر متعب جدا ، فأنا لا أشعر بمتعة الحياة ، فشعور الخوف الشديد من الله ، ومراقبة أدق تصرفاتي ملازمني بشكل كبير ، حتى أصبحت أشعر بالاكتئاب ، وأتمنى أن يأخذني الله ؛ حتى لا أقترف مزيدا من الذنوب ، وأخرج من هذه الدنيا بسلام. فآمل أن تساعدوني .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه صورة من صور اضطراب القلق الناتج عن الأفكار السلبية الملحة obsessions وما ينتج عنها من قلق اجتماعيsocial anxiety .

وهذا الأمر : هو قدر زائد عن مجرد الخوف من الله أو محاسبة النفس ، ذلك بأن أخذ ميراثك وحقك الشرعي لا ذنب فيه البتة ، بل هو أمر الله الشرعي الذي لا ينبغي غيره ، والذنب في مثل هذه الحالة على كل من سعى في أكل ميراثك وحقك الذي فرضه الله لك ، فهم أحق وأولى بهذا الخوف ولوم النفس منك !
والواجب في مثل هذه الحالة استشارة طبيبة نفسية مختصة ، للتخلص من هذه الأفكار السلبية وما يترتب عليها من القلق الاجتماعي ، وذلك من خلال مسلكين للعلاج :
أولهما : جلسات العلاج المعرفي السلوكي CBT ، وهي جلسات كلامية تقوم بها طبيبة نفسية أو متخصصة في علم النفس العلاجي ، يتم فيها تغيير السلوكيات السلبية من خلال تحليل ومناقشة الأفكار السلبية وما يترتب عليها من مشاعر سلبية ؛ ذلك بأن مدار صحة الإنسان النفسية على هذه المحاور الثلاثة ؛ الأفكار وما يترتب عليها من مشاعر وما يترتب عليهما من سلوك .
وتحتوي هذه الجلسات كذلك على مجموعة من تمارين التنفس والاسترخاء ، التي تساعد على الهدوء والتقليل من حدة القلق وآثاره ، وهذا العلاج من الوسائل الفعالة جدا في التخلص من أعراض الأفكار السلبية الملحة والقلق الاجتماعي .
فإن لم نصل إلى النتيجة المرجوة من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي، فالواجب حينئذ الاستعانة بالعلاج الدوائي بجانب الجلسات ، وذلك بالمداومة على صنف من أصناف مضادات للقلق تحت إشراف الطبيبة المختصة لفترة زمنية محددة .
والله نسأل أن يصرف عنا وعنكم كل سوء
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android