0 / 0
17,06024/02/2017

لا تعارض بين الأحاديث في الذين تحولوا إلى الكعبة وهم يصلون

السؤال: 249493

في قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلی البيت الحرام ، كيف يجمع بين هذه الأحاديث الثلاثة فيما يتعلق بالمصلين الذين حولوا قبلتهم أثناء الصلاة ، فقد اختلف الزمان والمكان .
الأول: رواية البخاري الصفحة أو الرقم: 7252 الرواي: البراء بن عازب، الثاني، رواية مسلم،
الصفحة أو الرقم : 527 الرواي: أنس بن مالك والثالث رواية مسلم الصفحة أو الرقم : 526
الراوي: عبد الله بن عمر،،
ففي الحديث الأول :
وقت الصلاة : صلاة العصر المكان : لم يذكر سوى أنهم قوم من الأنصار.
الرجل الذي أخبرهم بتحويل القبلة: من حديث ثويلة بنت أسلم، هو عباد بن بشر بن قيظي.
حال المصلين: ركوع.
وفي الثاني: وقت الصلاة: صلاة الفجر .
المكان: لم يذكر فهو مجهول .
الرجل الذي أخبرهم بتحويل القبلة: رجل من بني سلمة
حال المصلين: ركوع.
وفي الثالث: وقت الصلاة: صلاة الفجر .
المكان: مسجد قباء.
الرجل الذي أخبرهم بتحويل القبلة: لم يذكر فهو مجهول .
حال المصلين : لم يوصف حالهم في الصلاة بأنهم ركوع بل كان الوصف بأن وجوههم إلی الشام .
فكيف الجمع بين هذه الأحاديث الثلاثة ؟ هل كل راوي منهم يروي عن حادثة منفصلة عن الأخری ، أي أنه هناك ثلاثة حوادث بمساجد مختلفة ، أم أن روايتي عبد الله بن عمر وأنس بن مالك توصف الحادثة نفسها ، ورواية البراء بن عازب توصف حادثة أخرى ، أي : إن هناك حادثتين بمسجدين مختلفين ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نعم ؛ هذه الأحاديث تشير إلى حادثتين مختلفتين :
فالأولى كانت في مسجد بني حارثة في صلاة العصر ، كما ثبت ذلك من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه .
والثانية كانت في مسجد قباء في صلاة الفجر ،كما ثبت ذلك في حديثي ابن عمر وأنس رضي الله عنهما .
ونص الأحاديث الورادة ، في ذلك :
عن البراء بن عازب رضي الله : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ ” رواه البخاري (41) .
وروى مسلم في صحيحه (527) عَنْ أَنَسٍ : ” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَنَزَلَتْ: ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) البقرة/ 144، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً ، فَنَادَى : أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ ” .
وروى مسلم (526) ، والبخاري (403) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : ” بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا ، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ ” .
فهاتان حادثتان منفصلتان .
قال ابن حجر رحمه الله :
” قوله ” في صلاة الصبح ” … فيه مغايرة لحديث البراء المتقدم ، فإن فيه أنهم كانوا في صلاة العصر ؟
والجواب : أن لا منافاة بين الخبرين ؛ لأن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة ، وهم بنو حارثة ، وذلك في حديث البراء ، والآتي إليهم بذلك عباد بن بشر ، أو بن نهيك ، كما تقدم ، ووصل الخبر وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة وهم بنو عمرو بن عوف ، أهل قباء ، وذلك في حديث بن عمر .
ولم يسم الآتي بذلك إليهم – وإن كان ابن طاهر وغيره نقلوا أنه عباد بن بشر ، ففيه نظر ؛ لأن ذلك إنما ورد في حق بني حارثة في صلاة العصر .
فإن كان ما نقلوا محفوظا ، فيحتمل أن يكون عباد أتى بني حارثة أولا في وقت العصر ، ثم توجه إلى أهل قباء فأعلمهم بذلك في وقت الصبح .
ومما يدل على تعددهما أن مسلما روى من حديث أنس أن رجلا من بني سلمة مر وهم ركوع في صلاة الفجر ، فهذا موافق لرواية ابن عمر في تعيين الصلاة ، وبنو سلمة غير بني حارثة ” انتهى من ” فتح الباري ” (1/506) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android