0 / 0

بعض الوسائل المعينة على دعوة الناس ، وتجديد الإيمان في قلوبهم .

السؤال: 234426

كيف نغرس الإيمان داخل القلوب القاسية ؟ كيف نوقظ عظمة الله داخلهم ونحببهم في الدين والقرب منه ؟ أريد وسائل شتي مقنعة نافعة في ذلك ـ بارك الله فيكم ـ حيث يستطيع من خلالها طالب العلم أو الداعية التخصص في هذا الباب مع الناس ويؤثر فيهم بفعالية كبيرة فيجد نتائج إيجابية في دعوتهم إلى الاستقامة والاهتمام بالدين ، ثم بعد ذلك يقدمون -تلقائيا- شيئا له فينتهى التقاعس ، والانتكاس ، وتعلو الهمم في الالتزام ، وتوقظ أخيرا عظمة الله النائمة أو شبه المنعدمة في قلوب أكثرهم فيستشعرون حقا مقدار النعم التي هم فيها ، ثم يردون الجميل فيخدمون هذا الدين العظيم ، ويقدمون ما يستطيعون لأهله ولغيرهم ، نرجو جوابا شافيا تاما .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قلوب العباد أوعية ، فخيرها أوعاها للخير والرشاد ، وشرها أوعاها للغي والفساد .
قَالَ بعض السّلف: " قُلُوب الأبرار تغلى بِالْبرِّ، وَقُلُوب الْفجار تغلى بِالْفُجُورِ " .
انتهى من " مفتاح دار السعادة " (1/ 124) .
وبين هذين القلبين قلب مخلط متردد ، فتارة إلى مولاه ، وتارة إلى هواه .
وربما غلب عليه حب الطاعة ، والامتثال لأمر الله ورسوله ، فيستقيم حينا ، ثم يغلب عليه هواه ، فينكث عهده ، ويعصي ربه ، ويطيع عدوه ، ويسلك غير سبيل الرشاد .
ولا شك أن المسلم أولى بالخير على كل حال ، فإن استقام كان أولى بالأجر والفضل ، وإن اعوج حاله كان أولى بالتوبة والرجوع إلى الله .
فيحتاج المسلم -على غفلته- إلى تذكيره ووعظه ، وترغيبه وترهيبه ، فقلبه لا يزال ينبض بالحياة ، وإن نأت داره عن محلة المتقين ، وإن غاب قلبه عن مجالس الوعظ والتذكير .
وهذه بعض النصائح النافعة لدعوة المسلم الغافل :
– التحلي عند دعوته بحسن الخلق ، والصبر على أذاه وسوء ردة فعله ، ومقابلته بالابتسامة والبشر والمصافحة والاحتفاء .
– فتح باب الأمل والرغبة ، والحديث عن سعة رحمة الله ، وأنه يحب لعبده المستقيم الاستدامة على طاعته ، كما يحب لعبده العاصي الرجوع إليه والتوبة والإنابة ، ويفرح بذلك .
– تذويب القلوب القاسية بمحبة ذكر الله ، بالتعرف – أولا – على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، فما تعرف أحد على ربه بأسمائه وصفاته ، إلا وأحبه ، وأحب طاعته ، وكره البعد عنه ، وكره ما يبعده عنه .
ثم بالتعرف – ثانيا – على ما أنعم الله به على الذاكرين من الحفظ والأجر والفضل ، في الدنيا والآخرة .
– تحفيزهم على تلاوة القرآن وحفظه ، والعناية بتدبره والتفكر فيه ، فإنه أصل الهداية إلى صراط الله المستقيم ، وبه يحفظ الرب عبده من كيد الشياطين .
– دعوتهم إلى التفكر في آيات الله الكونية ، وما في أنفسهم من النعم ، التي لو شاء الله لسلبهم إياها .
– بيان أن واجب العبد تجاه نعم الله عليه أن يؤدي شكرها ، أما من كفرها ولم يؤد شكرها واستعملها في معصية الله : فإنه يعرضها للزوال .
– دعوتهم إلى حفظ خطراتهم من وساوس الشيطان .
قال ابن القيم رحمه الله :
" دافع الخطرة ، فإن لم تفعل صارت فكرة ، فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة ، فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة ، فإن لم تدافعها صارت فعلا ، فإن لم تتداركه بضده صار عادة ، فيصعب عليك الانتقال عنها " انتهى من "الفوائد" ( ص 31) .
– تعليمهم حب الطاعة ، وبغض المعصية ، فالطاعة عبادة الرحمن ، والمعصية طاعة الشيطان ، ومن والى عدوه ، وعادى وليه: فقد أعظم الإساءة .
– تعليمهم أمور الدين من الآداب العامة ، التي تحض على مكارم الاخلاق ، وحسن الجوار ، وشكر النعمة ، وإعانة الآخرين ، وحثهم على التعرف على الدين من خلال هذه الآداب ، وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن ، وقد بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق .
– تنفير القلوب من البعد عن علام الغيوب ، فإن في البعد عنه استيحاشا وهلكة ، وفي القرب منه إيناسا ومنعة .
– تأنيسها بالترغيب ، وتخويفها بالترهيب ، فالعبد بين مثوبة وعقاب ، إن أطاع أثيب ، وإن عصى عوقب ، إلا أن يتجاوز الله عنه .
– الترغيب في صحبة أهل الخير والصلاح ، والتنفير والترهيب من صحبة أهل الفساد والعصيان ، فالمرء على دين خليله .
– ترطيب القلوب بليّن الوعظ وهيّنه ، ثم قرعها بأشده وأمضاه ، فالعبد بين مخافة ورجاء .
– فتح باب الأمل دوما ، والبعد عن الكلام عن القنوط واليأس ، وبيان أن ذلك لا مكان له في ديننا ، فالرب تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل .
وملاك الأمر كله :
مجاهدة النفوس والقلوب ، على دوام الأنس بكلام رب العالمين ، وطاعته ، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم ، وسنته ، وأن يجتهد الداعي معهم في مدارسة كتاب رب العالمين ، تلاوة ، وتدبرا ، وتعلما لمعانيه ، قدر الطاقة ، من خلال تفسير ميسر ، موثوق فيه ، مثل : " أيسر التفاسير " للشيخ أبي بكر الجزائري ، أو " التفسير الميسر " ، أو " تفسير السعدي " .
والعناية التامة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لا سيما الجانب العملي منها ، وليكن مدار المدارسة في ذلك على كتاب : " رياض الصالحين " ، للإمام النووي رحمه الله .
ولمزيد الفائدة ينظر كتاب "ظاهرة ضعف الإيمان" لمحمد صالح المنجد
وكتاب "وسائل الثبات على دين الله " لمحمد صالح المنجد .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android