0 / 0

لم يرد أن الصحابة كانوا يغسلون قلب النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم وأنه كان يجوع ليشبع غيره

السؤال: 203087

شاهدت أمي مؤخرا محاضرة لشيخ ، وادعى فيها أن صحابة النبي محمد صلي الله عليه وسلم كانوا يأخذون قلب النبي منه ، وينظفونه بماء زمزم حتى يظل طاهرا نقيا ، ويرجعونه ثانية له .
أتساءل بحرص عن صحة هذا الادعاء ، ولك أن ترجح هذا أو ترفضه .
هذا الادعاء يبدو بالنسبة لي ادعاءً غير منطقي ؛ لأن النقاء والطهارة تأتى من داخل الإنسان ، لذلك لماذا تعني الصلاة وتلاوة القرآن وعمل الحسنات طهارة الداخل ؛ لأنها تنقي الإنسان وتسلمه من الداخل .
ادعاء آخر قاله الشيخ أيضا ، وهو : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يجوع ويحرم نفسه من أجل هذه الأمة ، أعلم أنه في وقت الحرب والجهاد كان يربط النبي صلي الله عليه وسلم على بطنه حجرين – أو شيئا من هذا القبيل – حتى يذهب عنه ألم الجوع ، وكذلك كان يفعل باقي صحابته الكرام ، ولكن أن يدعي الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُجوع نفسَه لإنقاذ أو لتقديم النفع لهذه الأمة ، فهي فكرة خاطئة بجدارة ، حيث تشبه الادعاء النصراني الزائف أن المسيح عليه السلام قد مات تكفيرا عن خطايا النصارى ، وإنقاذا لهم ، لذلك أشك أيضا في هذا الادعاء أيضا .
أرجو توضيح هذه الأمور .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من دواعي سرورنا أن نقرأ في أسئلة المسلمين قدرا عاليا من الوعي والفهم ، بحيث لا تمر بهم الأحاديث والحكايات دون أن يتثبتوا منها ويتوثقوا من أصلها ، يستعملون في ذلك ما يمليه العقل من محاولة النقد والتأمل ، ثم بعد سؤال المختصين يتوصلون إلى التصويب أو التخطئة .
وهنا نقول لك إنه لم يرد عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنهم كانوا يغسلون قلب النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم ، وأنى لهم ذلك وهم بشر كأي بشر ، لا يملكون التصرف في هذا الكون إلا بما تجيزه سنن الكون وقوانينه ، وقلب النبي صلى الله عليه وسلم أطهر القلوب وأنقاها ، لا تبلغه أيدي البشر ، بل هو محفوظ بحفظ الله سبحانه .
ولكننا ننبه هنا إلى حادثة قريبة ، قد يكون اختلط على المتحدث الذي سمعتموه أمرها ، أو قد يكون الاختلاط قد حصل من السامع نفسه ، لا من القائل ؛ وهي حادثة ” شق الصدر “، وقد وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين ، واحدة في صغره وطفولته ، والأخرى ليلة الإسراء والمعراج ، ولم تقع بأيد بشرية وإنسية ، بل بأيدي الملائكة الكرام .
والحكمة منها – كما ورد في الحديث الصحيح – نزع العلقة ( القطعة السوداء ) التي هي حظ الشيطان من الإنسان من قلبه في طفولته ، وملء القلب حكمة وإيمانا وطهرا ويقينا . وهذا كله من عالم الغيب الذي لا ندرك حقيقته ، الله سبحانه وتعالى أكرم نبيه به بأيدي الملائكة الكرام ، دون جرح ولا إيلام ، وهو عز وجل قادر على كل شيء ، وله الحكمة البالغة سبحانه ، يعلمنا دائما أن الغيب لله ، ولكنه يرتبط بحياة الإنسان ارتباطا وثيقا ، فحظ الشيطان في قلب الإنسان مركب فيه لا محالة ، والمسلم يجاهد هواه في سبيل تخليص النفس من آثار نصيب الشيطان هذا ، ليلقى الله سبحانه وتعالى قلبا تقيا نقيا سليما ، كما قال سبحانه : ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء/89 ، وقال عز وجل : ( وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ) ق/33 .
وإذا كان الإيمان يتحقق في القلب بالطاعة والمجاهدة ، فهو يتحقق أيضا بما يلقيه الله من أنواره وجلاله سبحانه ، وإذا كان عز وجل ( يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ) الحج/75، فمن مقتضيات الاصطفاء اصطفاء القلب وتهيئته لتلقي الوحي الذي وصفه الله عز وجل بقوله : ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) المزمل/5 .
ألا ترى أننا جميعا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يفتح قلوبنا لنور الإيمان ، وندعوه دائما عز وجل أن يطهر قلوبنا من كل سوء ، وأن يكرمنا بما أكرم به قلوب أوليائه المؤمنين ، في قوله سبحانه : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) الفتح/ 4، وفي قوله جل وعلا : ( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ) الحديد/27 ، فلماذا إذن نستكثر أن يطهر الله قلب النبي صلى الله عليه وسلم بأيدي ملائكته ، في حادثة جسدية مادية تُعلم الناس أن ديننا يرتبط فيه عالم الغيب بعالم الشهادة ، وتنتظم فيه قواعد السنن الكونية والحكم الإلهية .
عَنْ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفَرَجَ صَدْرِي ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ، فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي ، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ) رواه البخاري (349) ، ومسلم (163) .
وهذا لا يتعارض مع قولنا بأن التزكية تبدأ من الداخل ، وتنطلق من الذات والإرادة الحرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الإنسان ، ولكن ذلك لا يعني أن البداية والنهاية لها ، بل وعد الله عز وجل عباده المتقين الذين طهروا قلوبهم ونفوسهم ، أن يزيدهم طهرا ونقاء وتصفية من عنده ، وأن يجعل ذلك كرامة لهم وإحسانا جزاء ما وقع في قلوبهم من حب الخير والإيمان ، كما قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) محمد/17 ، وقال سبحانه : ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ) مريم/76 ، وقال جل وعلا : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن/11.
ويمكنكم مراجعة حادثة شق الصدر والأحاديث المرفوعة الواردة فيها في الفتوى رقم : (89869) .
أما الشق الثاني من السؤال ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ( يجوع ليشبع غيره ، ويعطش ليروى سواه ) فذلك مما لم ترد به السنة المطهرة ، ولا كتب السيرة المشرفة ، ولا نعرفه مذكورا في كتب العلماء ، وإن كان مقبولا من حيث الفكرة ، فالكرم والإيثار من الأخلاق الفاضلة الحميدة ، التي يتحلى بها كثير من البشر ، فمن باب أولى أن يتصف بها الرسل والأنبياء ، وأولهم خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر/9.

وليس هناك إشكال في وقوع مثل ذلك في أي موقف اضطرار ، بحيث يقل الطعام عن حاجة القوم ولا يبقى إلا أن يؤثر الناس بعضهم بعضا ، فسيكون النبي عليه الصلاة والسلام أول من يؤثر غيره ولا شك ، لكن مثل هذا سوف يكون واقعة معينة ، تتعلق بمن حضرها ، لا بمن غاب عنها من البشر في زمانها ، فضلا عمن يأتي بعد أزمانهم من الناس ؛ ومثل ذلك كله لا علاقة له من قريب أو من بعيد ، بعقيدة الفداء التي افتراها النصارى على الله .

على أننا لم نقف على شيء من ذلك الاحتمال الممكن ، مرويا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ورد في معجزاته ، صلى الله عليه وسلم : أن يكثر الطعام بين يديه ، حتى يشبع القوم من عند آخرهم . كما ثبت عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا ، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي ، فَقُلْتُ : هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ ، فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي ، وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا ، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : لاَ تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَنْ مَعَهُ ، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا ، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَهْلَ الخَنْدَقِ ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا ، فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ ، وَلاَ تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ . فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْدُمُ النَّاسَ ، حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي ، فَقَالَتْ : بِكَ وَبِكَ . فَقُلْتُ : قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ . فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي ، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلاَ تُنْزِلُوهَا . وَهُمْ أَلْفٌ ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا ، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُو ) رواه البخاري (4102) ، ومسلم (2039) .
فلا يجوز أن يدفعنا كفرنا بعقيدة ( الفداء ) التي يؤمن بها النصارى إلى الجور في الأحكام والتصورات ، وإفساد طريقة التفكير السليم ، فنحن لم ننكر في عقيدة ( الفداء ) خلق الإيثار الذي هو قيمة فاضلة في نفسه ، وإنما المنكر هو أن يكون الرب الذي هو المسيح عليه السلام – في زعمهم – مضطرا إلى ( الموت ) كي يكفر خطايا بني آدم . فالباطل في هذه العقيدة أمور محددة :
1. أن المسيح عليه السلام بشر نبي مرسل ، وليس إلها ولا ابنا لله سبحانه وتعالى.
2. أن عقيدة الفداء تقوم على فكرة ميراث الذنوب والخطايا ، وأن ما أذنبه آدم عليه السلام حين أكل من الشجرة تتحمله ذريته من بعده ، وهذا ما يعارض المبدأ الإلهي العادل : ( مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الإسراء/15، أما الإيثار في الطعام والشراب والسعادة فلا ينطوي على تحميل أحد ذنوب الآخرين ، وما اقترفت أيديهم ، بل هي تضحية وتفضل من المؤثر ، لا يلزمه به أحد ، ولا مدخل له في مسألة الذنب والمغفرة ؛ فإن أحدا لا يحمل عن أحد شيئا من ذنبه ، ولو كانت الوالدة ، ووليدها .
3. أنه ليس ثمة تفسير عقلي مقبول لاضطرار الرب أن يضحي بنفسه أو بولده – على اختلاف بين طوائف النصارى – كي يكفر خطايا بني آدم ، رغم أنه سبحانه وتعالى ( الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ) ؛ فليكفر عنهم ـ إذا ـ وليغفر لهم ، من غير تلك الكلفة الباهظة !!
4. الحقيقة القرآنية الناصعة أن عيسى عليه السلام لم يصلب ، كما قال تعالى : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) النساء/157.
5. أنه لا دليل أصلا على عقيدة ( الفداء ) فالمسيح عليه السلام لم يتكلم بما يدل عليها ، فكل من تكلم بها إنما أحدثها بعد رفعه عليه السلام إلى السماء الدنيا ، فكلامه إنما هو رأي وتفسير من عنده لا يجوز أن يلزم الناس به ، وأن يجعله المعتقد الذي تحمل عليه البشرية جميعها .
هذا باختصار ، كي نوضح الفرق بين عقيدة ( الفداء ) الباطلة ، والإيثار المستحب ، وإلا فالتوسع في تلك العقيدة سبق في موقعنا في الفتوى رقم : (42573).
والخلاصة : أنه لم يصح عن الصحابة تغسيل قلب النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم ، وإنما وردت حادثة شق الصدر من فعل الملائكة الكرام . كما لم يثبت في الآثار أنه عليه الصلاة والسلام كان ( يجوع ليشبع غيره ) ، وإنما صح في السنة والسيرة النبوية أنه عليه الصلاة والسلام كان يجوع ، وتمر عليه الأشهر ، ولا قوت في بيته سوى التمر والماء . ينظر الأجوبة في الأرقام : (154864) ، (187715) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android