0 / 0

هل يجوز للحائض أن تمس مصحف التجويد الملون ؟

السؤال: 197285

أريد أسأل عن حكم مس مصحف التجويد الملون للحائض ، فأنا أحفظ القرآن في دار للتحفيظ ، والدورة الشهرية تأتيني لمدة عشرة أيام ، فهل يجوز لي مس مصحف التجويد الذي يتم فيه توضيح أحكام التلاوة بالألوان ، مع وجود بيان لمعنى هذه الألوان في أسفل الصفحات ، وعلى جانبي الصفحات يوجد تفسير لبعض الكلمات .

فهل هذا الشكل يعتبر كتاب تفسير ويمكن لي مسه دون حائل فترة الحيض ؟ حيث إني سمعت أن كتاب التفسير يمكن مسه دون حائل .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سبق الكلام في الموقع ، أن المرأة الحائض لا يجوز لها أن تمس المصحف حال حيضها ؛ لحديث عمرو بن حزم رضي الله عنه ، وفيه : ( لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ ) رواه مالك في الموطأ (468) ، وصححه الشيخ الألباني في ” إرواء الغليل ” ، فينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (70403) .

وقد ألحق بعض العلماء رحمهم الله بالمصحف المعروف الذي ليس فيه إلا كلام الله : المصاحف التي فيها شيء من الحواشي والهوامش ، إذا كان ما فيها من القرآن ، أكثر من غيره من التفاسير أو الحواشي من كلام البشر ؛ فإن كان ما فيها من التفسير ، أو غيره من كلام البشر أكثر مما فيها من القرآن : جاز مس تلك الكتب ، من غير حائل .

جاء في ” الموسوعة الفقهية ” (13/98-99) : ” يجوز عند جمهور الفقهاء للمحدث مس كتب التفسير ، وإن كان فيها آيات من القرآن وحملها والمطالعة فيها , وإن كان جنبا , قالوا : لأن المقصود من التفسير : معاني القرآن , لا تلاوته , فلا تجري عليه أحكام القرآن .
وصرح الشافعية : بأن الجواز مشروط فيه أن يكون التفسير أكثر من القرآن ؛ لعدم الإخلال بتعظيمه حينئذ , وليس هو في معنى المصحف . وخالف في ذلك الحنفية , فأوجبوا الوضوء لمس كتب التفسير ” انتهى .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله : ” فإن كُتب مع القرآن غيره ، فالحكم للأغلب ، فيجوز مس كتب التفسير ، والحديث ، والفقه ، والرسائل التي فيها شيء من القرآن في المشهور عنه ؛ لأنها ليست مصحفاً ” انتهى من ” شرح العمدة ” (1/385) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” وأما كتب التفسير فيجوز مسها ؛ لأنها تعتبر تفسيرا ، والآيات التي فيها أقل من التفسير الذي فيها .
ويستدل لهذا بكتابة النبي صلى الله عليه وسلم الكتب للكفار ، وفيها آيات من القرآن ، فدل هذا على أن الحكم للأغلب والأكثر .
أما إذا تساوى التفسير والقرآن ، فإنه إذا اجتمع مبيح وحاظر ، ولم يتميز أحدهما برجحان ، فإنه يغلب جانب الحظر ، فيعطى الحكم للقرآن .
وإن كان التفسير أكثر ، ولو بقليل : أعطي حكم التفسير “.
انتهى من ” الشرح الممتع ” (1/323) .

والحاصل :
أن مصحف التجويد لم يخرج عن كونه مصحفا بوجود بعض أحكام التجويد ، أو بعض معاني الكلمات فيه ؛ لأن ما فيه من القرآن أغلب مما فيه من غيره ؛ فلا يجوز للمرأة الحائض ، أو غيرها من أهل الأحداث : مس ما يسمى بـ ( مصحف التجويد الملون ) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android