0 / 0

يعاني من القلق وعدم الثقة بالنفس، ويريد التصدر للدعوة ليعالج هذه المشكلة .

السؤال: 194318

أعاني من قلق شديد يمنعني العبادة بصورة أفضل ، ويمنعني من الزواج بسبب عدم ثقتي في نفس بالتالي عدم قدرتي على التعامل مع الناس .

فهل لو وقفت أمام الناس في المسجد وأدعوهم بغرض معالجة نفسي من القلق ، فهذا القلق يمنعني من أي شئ أفعله ، هل يعتبر الوقوف في المسجد أمام الجمهور لدعوتهم حرام أم حلال لأن نيتي العلاج وليس الدعوة إلى الله ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك .
ولا شك أن ما يصيب المسلم في هذه الدنيا من آفات ومحن ما هو إلا محض ابتلاء من الله ، فمن صبر واحتسب فله الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ). رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573).
فلا ينبغي لك أن تستسلم لهذا القلق ولا أن ترضى به ، بل فتش عن أسبابه واجتهد في علاجه ، ولعل مما يعينك على ذلك أن تعلم أن المخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، بل لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
فالأمر كله بيد الله تعالى ، وهو الأحق بخوفك ورجائك ، ورغبك ورهبك ، ومن استقام على أمر الله تعالى واعتصم به فهو أعز الناس ؛ فإن الله تعالى كتب العزة لعباده المؤمنين ، كما قال تعالى : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون / 8 .

وإذا رأيت أن مواجهة الناس بالدعوة إلى الله سيكون سببا في ذهاب هذا القلق فلا بأس أن تفعل ذلك إذا كنت أهلا له ، ولكن ننصحك بإصلاح نيتك بأن تكون دعوتك لله عز وجل لا من أجل شيء آخر ، والله عز وجل هو الشافي ، فإذا صدقت في اللجوء إليه وفعل ما أمرك به سيشفيك .
ولا يشترط أن تكون مواجهتك للناس في صورة خطبة ، أو موعظة ، بل عود نفسك على التعامل ، والمخالطة الصالحة ، خاصة مع الناصحين والصالحين منهم .
ومما ننصحك به :
أولاً : حسن الظن بالله والثقة به ، واللجوء إليه والتوكل عليه ؛ فإنه يبعد القلق ويزيل الاضطراب ، كما قال تعالى : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ )التغابن /11.
قال ابن القيم : ” من وَطَّنَ قلبَه عند ربه سكن واستراح ، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق ” انتهى من الفوائد (1/98) .
وعليك بالدعاء فهو سلاح المؤمن، وهو من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ، ويرفعه ، أو يخففه إذا نزل .
كما قال ابن القيم في ” الجواب الكافي” صـ 4.
” ومَن أقبل على الله بصدقٍ ، وألَحَّ عليه بالدعاء ، وأَكثَرَ من سؤالِه أجاب الله دعاءَه ، وحقَّق رجاءَه ، وأعطاه سُؤْلَه ، وفتح له أبوابَ الخير والسعادة في الدنيا والآخرة ” .
وتحرى في دعائك أوقات الإجابة : كالثلث الأخير من الليل ، وبعد العصر من يوم الجمعة ، وبين الأذان والإقامة ، وحال السجود .

ثانيا : كن على ثقة من أن هذه الأمور التي ذكرتها قابلة للعلاج والتحسين والتغيير ، لكن ذلك يتوقف على رغبتك الحقيقية في التغيير ، واتخاذك الأسباب المعينة على ذلك

ثالثا : لا حرج عليك في الاستعانة ببعض الكتب التربوية والإدارية التي تُعنى بتعليم مهارات التنظيم والترتيب ، وفن اتخاذ القرار والسيطرة على مشاعر القلق والخجل ، وفن التعامل مع الناس بصفة عامة .
رابعاً : ننصحك بأن تعرض نفسك على طبيب نفسي مختص في الصحة النفسية ، والعلاج السلوكي ، خاصة أهل الصلاح والدين منهم ، فمثل هذا يرجى أن ينفعك الله به ، ولعله أن ينصحك بما فيه الخير لك ، وصلاح أمرك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android